منتديات فرندة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

التربية في الزمن الصعب

اذهب الى الأسفل

التربية في الزمن الصعب Empty التربية في الزمن الصعب

مُساهمة من طرف abou khaled الخميس 28 فبراير 2013, 08:34

التربية في الزمن الصعب






الشيخ: مراد بن أحمد القدسي

بسم الله الرحمن الرحيم




هي التعاهد للنفس وللآخرين ممن يخضعون للتوجيه لدينا، وهي نوع من التوجيه والمتابعة والترقي بالنفس بتزكيتها وإصلاحها وإبعادها عن الانحراف والضلال، بما يعرف بـ"التخلية والتحلية".
وكلنا بحاجة ماسة إلى هذه التربية؛ لأنها تخلص نفوسنا من الشرور وترقيها في الكمالات، وتوصلها إلى مرضاة الله سبحانه وتعالى.
وهذه التربية في أساليبها ونتائجها تتأثر تأثراً بالغاً بالبيئة التي فيها، فللبيئة دورها في النتائج، ولهذا تختلف هذه النتائج باختلاف الأزمنة والأمكنة.
وزمننا هذا زمن "صعب" وليس هذا مِن سبِّ الدهر، إنما من باب الحكاية عما يجري فيه، وقد جاء ذكر صعوبة ما يلاقيه أهل الأزمنة المتأخرة عن النبي عليه السلام من العنت في تمسكهم بالحق.
روى الترمذي من حديث أنس بن مالك: «يأتي على الناس زمان الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر».
وروى الترمذي من حديث أبي ثعلبة الخُشني: «إن من ورائكم أيام الصبر، الصبر فيها مثل قبضٍ على الجمر».
روى اللالكائي من حديث ابن مسعود: "يأتي على الناس زمان المتمسك فيه بسنتي عند اختلاف أمتي كالقابض على الجمر".
وروى أحمد من حديث أبي هريرة: "ويل للعرب من شر قد أقترب، فتناً كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً، يبيع قوم دينَهم بعرضٍ من الدنيا قليل، المتمسك يومئذٍ بدينه كالقابض على الجمر" أو قال: "على الشوك".
قال المُلاّ علي القاري: "الظاهر أن معنى الحديث: كما لا يمكن القبض على الجمرة إلا بصبر شديد وتحمّل غلبة المشقة، كذلك في ذلك الزمان لا يتصور حفظ دنيه ونور إيمانه إلا بصبر عظيم وتعب جسيم".

لماذا زماننا صعب:
1- قال الشاطبي في حرز الأماني "الشاطبية":
وهذا زمانُ الصبر مَنْ لك بالتي *** كقبضٍ على جمرٍ فتنجو من البلا
2- قال الجنتري: "لأنه قد أُنكر المعروف وعُرف المنكر، وفسدت النيات وظهرت الخيانات، وأوذي المُحقّ، وأُكرم المُبطل، فمن يسمح لك بالحالة التي لزومها في الشدة كالقابض على جمر النار".
3- ولأننا في زمان: ظهر حكام محادّون لله ورسوله، ينبذون شرع الله وراءهم ظهرياً.
4- وُجد حَمَلةُ المذاهب المادية الكفرية، كالشيوعيين والاشتراكيين والقوميين، ممن أصبحت عقولهم مناطق نفوذ للشرق والغرب، وبثوا سمومهم في الأمة بالأفكار الدخيلة.
5- وُجد أصحاب البدع والأهواء والتي فرقت الأمة ومزّقت شملها، والتي صارت مِعول هدم داخلي، وهي معاون لكل عدو متربص بالأمة، تقدم له خدماتها على حساب أبناء ملّتها.
6- وهناك الأعداء الخارجيون، والذين يبثّون ثقافتهم عبر القرارات الدولية والهجوم الشرس على قيم الأمة وأخلاقها والعبث بمناهجها، والسعي لتغيير مبادئها وثوابتها.
7- ترك إقامة المشاريع الوحدوية، والتي تعيد للأمة مجدها وظهور دينها، بل وُجد بين الغيورين شيءٌ من الاختلاف لا مبرر لوجوده، كما قيل:
وليس غريباً ما نرى من تصارعٍ *** هو البغْيُ لكن بالأسامي تجدّدا
وأصبح أحزاباً تناحر بينها *** وتبدو بوجهِ الدين صفاً موحّدا
8- حصل عند الكثير في هذا الزمان التكبّل بالأوهام في التغيير، أو الإغراق في المثالية أو أوهام المؤامرة، لقلّة العلم والفهم القاصر للذات والمحيط.
9- حصل عند الكثير الرغبة في التخفف من القيود الأخلاقية والتغاضي عن صوت العقيدة والمبادئ، فأصبحت تصرفاتهم صفع على قيمهم ومبادئهم وثوابت دينهم.
10- فُقدت عندنا روح المبادرة، ونُزع منا الشعور بالمسؤولية الفردية، وكأنه يقال: ما يجري في زماننا أحدثه الأوائل، وسيصلحه من وراءنا من الأجيال القادمة.

abou khaled

عدد المساهمات : 1602
تاريخ التسجيل : 28/10/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى