منتديات فرندة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كم من الملابس نملك؟ كم نحن مترفون!!

اذهب الى الأسفل

كم من الملابس نملك؟ كم نحن مترفون!! Empty كم من الملابس نملك؟ كم نحن مترفون!!

مُساهمة من طرف abou khaled السبت 10 مارس 2012, 08:49

كم من الملابس نملك؟ كم نحن مترفون!!

--------------------------------------------------------------------------------



.
كم من الملابس نملك؟ كم نحن مترفون!!
.
.
المصدر: مدونة أضواء
.
إذا كان الواحد منّا لا يشتري لعامين أو أكثر ملابس له، عدّهُ كثير من الناس في مجتمعنا “بخيلا” إن كان قادرا على شراء الملابس الزائدة..
ولكن هذا الشخص نفسه، الذي لم يشتر ملابس له منذ عامين، هو نفسه يُعتبر “مترفا” قياسا مع الجيل الأول من هذه الأمة؛ جيل الصحابة الفريد.. والذي كان الواحد منهم قد لا يملك في بيته سوى ثوب واحد، يقضي فيه العام كله!
إن ثقافة كريهة لم تكن في من الأيام من قيم هذه الأمة قد عشّشت – مع الأسف – في مجتمعات المسلمين، وترسّخت بين أبنائنا بشكل كبير، على اختلاف في درجات رسوخها.. إنها ثقافة “الترف”، وصرف المال في الكماليات فوق الحاجة فضلا عن الضرورة الملحّة!
إن الأجيال الصغيرة والشابة تربّى اليوم على قيمة خطرة جدّا؛ حيث تشكّل قيم “البخل” و”الفخر” و”المظاهرية” محورا في تعاملنا مع مفردات حياتنا الاقتصادية..
البخل.. هو ذلك الغول المفزع الذي لا يفتأ يؤرّقُ تصرّفاتنا، فنخاف أن نوصم في يوم من الأيام به، وتكون النتيجة أننا نبالغ في الاستهلاك في ما هو فوق الحاجيات، طمعًا منّا في استرضاء “نظرة المجتمع” إلينا (وهنا تدخل قيمة الفخر والمظاهرية)، على أننا “كرماء”؛ ننفق من المال ولا نبخل على أنفسنا وعلى غيرنا.. والنموذج المطروح في هذه الخاطرة هنا هو نموذج “الملابس”.. وعودًا على بَدء أقول: كم ننفق في شراء ما هو فوق الضرورة بل فوق الحاجة منها؟ كم نحن مترفون!
إذا تعاقبَ فرحان لعزيزين فلا بد أن نشتري ثوبين ثمينين لكل منهما على حدة.. رغم امتلاكنا لأثواب كثيرة غيرها! ولكن: كيف نظهر في ثوب واحد في مناسبتين قريبتين؟!
هنا يشكّل عامل “النظرة المجتمعية” دافعًا في تشكيل سلوكنا الاستهلاكي.. وهنا يظهر “الضعف” في شخصيّاتِنا، وكيف تفقد القناعات والمبادئ والقيم الدينية الشرعية دورها في صياغة سلوكنا، حتى وإن لم يكن ما نفعله واقعًا في دائرة الحرام، ولكنه لا يتلاءم مع قيم “الزهد”، بل يبعد عنه أميالا وراء أميال! ولا يقترب من أي تمثّل بالجيل الفريد من الصحابة والذي نكثر من رواية قصصه في مجالسنا، ومن الدعوة إلى الاقتداء به وبمواقفه النبيلة.. فهل كان كل ذلك مجرد أحاديث نملأ بها أسمارنا وأوقات فراغنا؟!
ولكنّ – والحقّ يُقال – إنها لوثة ثقيلة الوقع على النفوس في مجتمعاتنا، حتى على تلك النفوس المؤمنة المنتمية إلى الدعوة والالتزام والمسجد.. وإنهم قلّة من يملكون الارتفاع بنفوسهم فوق قيم المجتمع الطاغية، فيكون سلوكهم المالي صادرًا عن قناعاتهم ومبادئهم وقيمهم لا عن ضغط المجتمع وما يفرضه من قيم..
وفي النهاية لن أتركك يا قارئي بغير حلّ، وأنا بطبيعة الحال لا أزعم أنني أملك الحلّ السحري لمقاومة سلبيات هذه الظاهرة، وإنما أجد في نفسي أسلوبا يمكنُ استخدامه في الكثير من الحالات..
هب أنّك متزوّج، وعاينتَ بأم عينك – وأنت الرجل الفقير المعدم – هذا السلوك “الإسرافي” في زوجتك الشابة التي لا زالت حديثة عهد بزواج، بل حديثة عهد بحياة تملك فيها أن تتصرف في الأموال بإرادتها الحرة.. لعلّها تطلب في مناسبة فرح أو ما شابه جلبابا جديدا، رغم شرائها لجلباب جديد قبل شهر في مناسبة سابقة، ورغم امتلاك خرانة ملابسها بالجلابيب الكثيرة..
كنْ مربّيا.. كنْ قدوة.. لا تحرمها شراء الجلباب هكذا دون أن توضح سبب ذلك، بل دون أن تفرز لها في سلوكك العملي “قدوة” صالحة تؤثّر في نفسها الصغيرة التي لا زالت طريّة بعد.. قل لها: لن نشتري الجلباب يا صغيرتي.. وإنّ لديكِ في الخزانة ما هو فوق الحاجة بكثير.. وإنه ما هكذا كان حال سلفنا من أصحاب حبيبنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ورضي الله عنهم، والأهم من ذلك ما هكذا كان رسولنا الحبيب عليه الصلاة والسلام..
تذكّري يا صغيرتي أننا طلاب آخرة لا طلاب دنيا.. إن الدنيا في حسّنا ينبغي أن تكون مزرعة للآخرة التي هي الحياة الحقيقية.. وإنما الدنيا دار عبور لها.. وإنما علينا أن ننظر في كل سلوك فنتساءل: كيف يقرّبنا من الله أكثر؟
قل لها ذلك.. وغيره مما يفتح عليك الله في ذات السياق.. ولكن لا تقتصر على الوعظ دون تقديم النموذج العملي متمثّلا في قدوة نبيلة..
قل لها: لن نشتري الجلباب يا صغيرتي، وإنما سوف نأخذ ثمنه ونتصدّق به.. قم بذلك فعلا وأشركها في هذا الخير.. حينها سوف ترسخ قيمة “الإنفاق” في ذاتها المرهفة، وسوف تحسّ إحساسا عميقا أنّك لم ترفض شراء الجلباب بخلا منك كما صوّرت لها قيم المجتمع الزائفة، وإنما أنت رجل آخرة حظيَتْ به، يريد لها الخير.. ويريد أن يقتديَ برسول الله صلّى الله عليه وسلّم بقدر ما يتاح له من قدرة.. فليست القضية نقودا تصرف هنا أو هناك، وإنما هي قضية مبادئ وقيم يريد أن يعيش من أجلها..
يريد أن يكون رجل “مبدأ” لا رجل “دنيا”.. وأنتِ أيّ الرجال تريدين؟!
.

abou khaled

عدد المساهمات : 1602
تاريخ التسجيل : 28/10/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى